وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقاً خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسكاً تلفًا [1]. ما من يوم يصبح العباد فيه ، يعني: كل يوم بلا استثناء؛ لأن "يوم" نكرة في سياق النفي، ما من يوم. يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقاً خلفًا ، والمقصود بالمنفق هنا من ينفق في الأمور الواجبة والأمور المستحبة فيدخل في ذلك الزكاة والنفقة على الأهل والعيال وما إلى ذلك، وهكذا النفقة المستحبة هي داخلة في هذا.
فالإنسان لا يكون بهذه المثابة، ولا يكون مضيعاً ولا يُسرف ولا ينفق المال في غير وجوه الحق، لا نقصد هذا المعنى، ولكن أيضاً لا يكون الإنسان في وجوه الخير وجوه البر، النفقة على الأهل والعيال مقترًاولا يتوسع جدًّا، كما قال الله : وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا [سورة الإسراء:29]. هذا، وأسأل الله أن يبارك لنا ولكم فيما أعطانا، وأن يعيننا على أنفسنا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. رواه البخاري، كتاب الزكاة، باب قول الله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:6-11] اللهم أعط منفق مال خلفا ، برقم (1442)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب في المنفق والممسك، برقم (1010). رواه البخاري، كتاب النفقات، باب فضل النفقة على الأهل، برقم (5352). رواه البخاري، كتاب الزكاة، باب التحريض على الصدقة والشفاعة فيها، برقم (1433).
حديث أبي هريرة قال: قال الله تعالى في الحديث القدسي: أنفِقْ يا ابن آدم يُنفَقْ عليك [2] ، متفق عليه، فهذه قاعدة.
سورة فاطر مكتوبة, 2024